أرشيف التصنيف: مقالات حرة

لماذا لم يتصلوا بنا حتى الآن؟.. 👁️‍🗨️نظريات مثيرة لتجاهل المخلوقات الفضائية لكوكبنا 🌏

علماء يكشفون نظرياتهم عن عدم وجود أي علامات من خارج الأرض

رغم ما قد يدعيه “المتحمسون” للأجسام الطائرة المجهولة، فإن معظم العلماء تقريبًا يتفقون على أن البشرية لم تتلق رسالة بعد، كما لم “يزرنا” أحد من خارج كوكبنا. ولكن في النطاق الواسع للكون – الذي يحتوي على ما يقدر بنحو تريليوني مجرة ​​- يقول العلماء إن هناك “فرصة بنسبة 100 في المئة” لوجود حياة في مكان ما بعيدا عن الأرض. وهذا يثير سؤالاً مثيرًا للاهتمام: إذا كانت الحياة الفضائية شائعة حقًا في الكون، فلماذا لم نسمع عنها؟

NASA Astronaut Tim Kopra Speaks at Safety and Health Stand Down (NHQ201609150009) by NASA HQ PHOTO is licensed under CC-BY-NC-ND 2.0

يقول البروفيسور فريدريك والتر، عالم الفلك المجري من جامعة ستوني بروك: “الحياة هي عملية كيميائية حيوية، وسوف تحدث، ولكن الأمور تصبح أكثر غموضا”. ويخمن أن هناك “فرصة بنسبة 100%” لوجود الحياة بشكل ما في الكون.

الإعلانات

الغابة المظلمة

ومع ذلك، من ناحية أخرى، يواجه العلماء أيضًا الغياب المطلق لأي دليل على وجود حياة، سواء كانت ذكية أو غير ذكية. إن ما يسمى بـ “مفارقة فيرمي”، والتي سميت على اسم الفيزيائي إنريكو فيرمي، تتساءل كيف يمكننا الموازنة بين احتمالية وجود الحياة وافتقارنا إلى الأدلة على ذلك. أو كما سأل فيرمي أصدقاءه في ظهيرة أحد الأيام من عام 1950: “ألا تتساءلون أبدًا عن مكان وجود الجميع؟”.

وبتابع يقول الدكتور والتر: “من الممكن أن يكون الكون وعمره 13.8 مليار سنة يعج بالحياة ولكن الجميع يختبئون لأننا خائفون”. ويعطي مثالا: “إذا رأيت صيادًا يشعل نارًا، هل ستشعل نارًا بنفسك لإلقاء التحية؟ أنت لا تعرف من هو الآخر هناك، سواء كان مسلحا، أو ما هي نواياه ومع ذلك، ما تعرفه هو أنه إذا بقيت هادئًا ولم تقم بإشعال أي ضوء، فلن يتمكن أي شخص آخر من العثور عليك”.

الإعلانات

تلعب الحضارات دور الصيادين 👀

الإعلانات

ويشرح… “تقول فرضية الغابة المظلمة، إذا كنت تريد حقًا البقاء على قيد الحياة، فإن القرار الذكي الوحيد هو التزام الصمت وإطلاق النار على أي شخص يمكنك رؤيته. تشير هذه النظرية، التي شاعتها روايات “الأجساد الثلاثة” للكاتب ليو سيكسين ونسخة نيتفليكس الأخيرة، إلى أن الكون يمكن أن يكون في حالة مماثلة حيث تلعب الحضارات دور الصيادين”.

ويقول في تقرير لـ”ديلي ميل”، إنه “وبينما تبذل البشرية قصارى جهدها للوصول إلى النجوم وإجراء اتصالات معها، قد تكون هناك قوى أخرى أكثر قوة تنتظر بصمت بعيدًا عن أنظارنا. إذا كان الأمر كذلك، فقد يفسر ذلك سبب عدم استجابة جهودنا للتواصل مع أي حضارات أخرى حتى الآن”.

الإعلانات

يقول الدكتور والتر: “ليس لديك أي فكرة عما إذا كانت الحضارات الأخرى صديقة أم معادية”.

“علينا أن نتقبل.. نحن المشكلة”

ومع ذلك، فإن صورة الكون التي رسمتها فرضية الغابة المظلمة قد تكون متشائمة بعض الشيء بحيث لا يمكن للبعض تصديقها. ويشير البروفيسور والتر إلى أنه على الرغم من أن النظرية تحظى بشعبية لدى مؤلفي الخيال العلمي، إلا أنه يشكك بها. “وبدلا من ذلك، إذا أردنا أن نفسر لماذا لا يستجيب أحد لرسائل الإنسانية، فقد يتعين علينا أن نتقبل أننا نحن المشكلة. إذا كانت الحياة شائعة في درب التبانة كما تشير بعض الحسابات، فقد يكون الفضائيون مدللين للاختيار بين الكواكب لمحاولة التواصل معها”.

الإعلانات

ويتابع: “في عام 1977، تم إرسال “السجل الذهبي” على متن المركبة الفضائية تشالنجر كدليل على ذكاء البشرية. لكن بعض الخبراء يشيرون إلى أن الكائنات الفضائية قد لا تكون معجبة بما يكفي للتحدث معنا.. إذا كان هذا صحيحًا، فقد لا تكون البشرية ببساطة مثيرة للاهتمام بما يكفي ليهتم بها الفضائيون”.

“الأرض ربما لم تقدم ببساطة أي علامات ذكاء” 👌🏻

الحياة بدأت على الأرض تقريبًا بمجرد أن برد الكوكب بدرجة كافية لتكوين الماء السائل، إلا أن البشرية طورت تكنولوجيا الراديو فقط في حوالي عام 1880. وحتى ذلك الحين، لم يرسل العلماء أول بث متعمد عالي الطاقة إلى الكائنات الفضائية إلا في عام 1974، حيث تم إرسال رسالة أريسيبو إلى العنقود النجمي الكروي M13. وهذا يعني أن الأرض ربما لم تقدم ببساطة أي علامات ذكاء قد تعتبرها الحضارة الفضائية تستحق المزيد من التحقيق.

الإعلانات

“ربما اكتشفوا أننا خطيرون” 😎

من ناحية أخرى، قد يكون الفضائيون على دراية جيدة بمستوى التكنولوجيا البشرية وما زالوا غير راغبين في التحدث معنا. ويقول الدكتور غوردون غالوب، عالم النفس الحيوي بجامعة ألباني، إن الكائنات الفضائية قد تكون خائفة من زيارة البشر.

وفي بحث نشر في مجلة علم الأحياء الفلكي، كتب الدكتور غالوب: “إذا كانت هناك حياة فضائية، فربما تكون قد وجدتنا الآن واكتشفت أن البشر خطرون وعنيفون وينخرطون بلا توقف في صراعات وحروب دامية لا نهاية لها”. “سيكون من الواضح أيضًا، أنه كنتيجة ثانوية لزيادة التلوث وتدمير الموائل، إلى جانب الحروب التي لا نهاية لها والنهب والموت والدمار والرغبة في الغزو، فإن البشر يشكلون خطرًا لا مثيل له وغير مسبوق ليس فقط على أشكال الحياة الأخرى على الأرض. بل للحياة على كواكب أخرى”.

البشرية جعلت من نفسها منبوذة اجتماعيًا …………………🙄….😎….🤝

إذا كانت حجج الدكتور غالوب صحيحة، فقد يكون من الممكن أن تكون المجرة مليئة بالحياة ولكن البشرية جعلت من نفسها منبوذة اجتماعيًا من المجتمع الغريب. ربما يكون سعي البشرية المتهور للحصول على أسلحة نووية قد أدى أيضًا إلى إبعاد الكائنات الفضائية عن الرغبة في التحدث معنا .🙄

الإعلانات

ويتفق العديد من العلماء على أنه من المحتمل ظهور بعض أشكال الحياة الغريبة التواصلية. في الواقع، تشير إحدى الدراسات التي أجريت عام 2016 إلى أنه من غير المرجح أن يبقى البشر بمفردهم في الكون إلا إذا كانت احتمالات تطور الحضارة على كوكب صالح للسكن . ومع ذلك، فإن هذه الإحصائية المثيرة للإعجاب تحجب تحذيرًا مهمًا للغاية:

ربما تكون الحضارات قد ظهرت في الماضي، لكن هذا لا يعني أنها ستستمر. بدلًا من افتراض أن الكائنات الفضائية تظل صامتة لسبب أو لآخر، تشير نظرية “المرشح العظيم” إلى أننا ربما افتقدناهم بالفعل. خلال أزمة الصواريخ الكوبية، اقتربت البشرية بشدة من تدمير نفسها بالأسلحة النووية.

الإعلانات

نظرية التصفية الكبرى

وتشير نظرية التصفية الكبرى إلى أن جميع الحضارات قد تدمر نفسها في نهاية المطاف بطريقة مماثلة.. ولكي نفهم كيف يمكن أن يحدث هذا، نحتاج إلى النظر إلى أبعد من التاريخ القصير لحضارتنا. يوضح البروفيسور والتر: “منذ أن قمنا بتطوير التكنولوجيا، كنا على وشك محو أنفسنا”. وخلال الحرب الباردة على وجه الخصوص، بدا الأمر وكأن البشرية تتأرجح على حافة الإبادة النووية في أكثر من مناسبة. ومع تقدم التكنولوجيا وتضاؤل ​​الموارد الكوكبية، ربما تكون الحرب النووية والتدمير الذاتي هي مصير كل الحضارات المتقدمة بما فيه الكفاية.

الحضارات تتجه إلى تدمير نفسها

وإذا كانت الأسلحة النووية لا تبدو خطيرة بما فيه الكفاية، فهناك العديد من الطرق الأخرى التي قد تؤدي بها الحضارات إلى تدمير نفسها. شهدت السنوات الأخيرة تطورًا سريعًا ومثيرًا للصدمة لأنظمة الذكاء الاصطناعي التي أصبحت مدمجة بشكل متزايد في كل جانب من جوانب حياتنا.

الإعلانات

حذر إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة SpaceX، من أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يشكل تهديدًا وجوديًا للبشرية. ونظرًا لأن الذكاء الاصطناعي يتطور بسرعة كبيرة، فقد يخرج دائمًا عن نطاق السيطرة. وكما يقول البروفيسور والتر: “إن قدراتنا تتجاوز حكمتنا، وربما تفعل الحضارات الأخرى ذلك أيضًا”.

الإعلانات

قد تكون هناك حضارات غريبة بين النجوم، لكنها قد تكون في حالة سبات وستظل مخفية حتى قبيل نهاية الكون. ومع ذلك، يوضح البروفيسور والتر أن “أبسط إجابة” لمفارقة فيرمي هي ببساطة أنه لا يوجد أحد آخر هناك.

ويبقى السؤال: “هل هناك حياة في المجرات الأخرى؟ يقول البروفيسور والتر. “هناك حياة ولكنها قد تكون حياة بكتيرية ومجهرية؛ العفن الوحل وأشياء من هذا القبيل. ولجعل الأمور أسوأ، حتى لو كانت هناك حياة ذكية هناك، فهذا لا يعني بالضرورة أنه يمكننا التواصل معها. ويتابع “هناك الكثير من الأنواع على الأرض التي يمكنها التواصل، على الأقل مع بعضها البعض، لكنها لا تصنع أجهزة راديو. قد تكون الدلافين أكثر ذكاءً منا، لكنها تعيش تحت الماء، وليس لديها أيد، ولا يمكنها العمل بالكهرباء؛ لذلك لن تتواصل مع مخلوق موجود في عالم مائي.

وكالات . العربية نت . نداء بيه

إعداد . Mohammed Moawia

الحُبُّ ❤️ والمرأة عِند الفلاَسِفَة !

الفلاسفة كيف عاشوا حيواتهم العاطفية؟

يونس أوعلي

على نقيض الأدباء الذين كان الاحتفاء بالحب عندهم موضوعا مميزا أفردوا له مساحة شاسعة في نصوصهم الشعرية والروائية، كان الحب موضعا لشعور الارتياب والارتباك لدى الفلاسفة، فتحدث عنه بعضهم بازدراء والبعض الآخر بتحفظ شديد.

الإعلانات

ولطالما كان شعور الحب مقاوما لأشكال العقلنة، وهو ما دفع بالفيلسوف الألماني أرثر شوبنهاور إلى التعبير عن دهشته معتبرا أن “موضوعا يحتلّ دورا بهذه الأهميّة في الحياة الإنسانيّة، لم يَنظر إليه الفلاسفة بعين الاعتبار حتى الآن، بل ويقدَّم إلينا كما لو كان مادة لم تتم تجربتها بعد”.

فهل هذا يعني أن الكثير من الفلاسفة لم يختبروا الحب؟ وهل يصح القول بأن ما من تآلف بين الفلاسفة والحب؟

الفلسفة و الحب
كتاب “الفلاسفة والحب” للباحثتين الفلسفتين ماري لومنييه وأود لانسولان صدر عن دار التنوير سنة 2015 بترجمة دينا فتحي مندور (الجزيرة)

هذا ما تحاول الباحثتان والصحفيتان الفرنسيتان ماري لومنييه وأود لانسولان، الإجابة عنه في كتابهما “الفلاسفة والحب” الصادر عن دار التنوير سنة 2015 بترجمة دينا فتحي مندور، وذلك من خلال تتبع حياة أبرز الفلاسفة في التاريخ بداية من أفلاطون، مرورا بلوكريس وكانط ومونتاني، وصولا إلى شوبنهاور ونيتشه وآخرين.

الإعلانات

“محكوم علينا بالحب”

على مر التاريخ، ظل الحب موضوعا هامشيا في الفلسفة، لأن الفلاسفة انشغلوا عن تلك العاطفة الغريبة بسعيهم إلى تحرير الإنسان من كل أشكال العبودية العقلية، فيما يؤدي الحب بالناس إلى الموت كمدًا.

أمام هذا الانشغال يبرز كتاب أفلاطون “المأدبة” الذي رسم معالم الرؤية الغربيّة للحب طوال القرنيْن التاليين لظهوره، كمرجع للتفكير والتأمل الديني للرغبة كما وصفه جاك لاكان.

في مأدبة أفلاطون يحكي أرستوفان عن بشر كانوا في الأصل يملكون 4 أيد و4 سيقان ووجهين، غير أنهم أثاروا غضب زيوس حين أصابهم الغرور وأرادوا محاربة الآلهة فقسّمهم إلى قسمين، ومنذ ذلك الحين أصبح الإنسان كيانا ناقصا يبحث عن نصفه الآخر، وبدونه يكون صورة مجتزأة وذابلة.

الإعلانات

وبحسب الكاتبتين فإن نظرية أرستوفان لها ما يبررها، ذلك أن “غالبية البشر يحملون بداخلهم هذا الاعتقاد اللاشعوري منذ تلك الدراما الأولية، بأننا سوف نحيا مدفوعين نحو البحث عن “توأم الروح”، إذ يعيد لقاؤه طبيعتنا الأولى، ويؤكد على سعادتنا. إننا محكوم علينا بالحب.” لذلك وصف الشاعر والكاتب الفرنسي ميشال ويليبك كتاب المأدبة بأنه كتاب ملعون، لأنه “سمّمَ الإنسانية حين قدّم لها حنينا إلى الماضي لا يمكن مداواته”.

الإعلانات

“رغبة مهلكة”

لا نكاد نعرف شيئا عن الشاعر اليوناني تيتوس لوكرشس (الذي عاش في القرن الأول قبل الميلاد) سوى شيء وحيد مشكوك في صحته، وهي أنه “الشاعر الذي أصابه الجنون من جرعة حب”، غير أنه ترك قصيدة فلسفية طويلة تحمل رؤية قاتمة عن الغرام وجراحه.

بالنسبة للوكرشس فكل الطرق مسموحة لمواجهة خطر الحب وعذاباته المحتملة، هو الذي ينبه في البداية إلى أن تجنب الوقوع في شرك هذا الشعور أهون من التخلص منه. كما ينصحنا بأن نمحو الجراح القديمة بندوب جديدة، وألا نتردد في استخدام الحب الجديد لطرد متعة قديمة.

يشبّه لوكرشس عذاب الحب بعذاب تانتالوس، الرجل المحكوم عليه بمشاهدة الماء وهو يتلاشى، فيما يحاول اللحاق بقطرة منه تروي عطشه، ويكتب عن ذلك بطريقة إيحائية: “إنها الحالة الوحيدة التي كلما زادت فيها رغبتنا في امتلاك الآخر، احترقت قلوبنا برغبة مهلكة”.

ولا يتحدث لوكرشس عن الحب بمعزل عن العاطفة الجنسية التي تصاحبه “فمع أنها ساحرة، إلا أنها متعة تمر عبر إرادة الآخر، وتتعارض مع المثال الأعلى للاكتفاء الذاتي”.

الإعلانات

“قوة معدية”

أما بالنسبة لفيلسوف العقد الاجتماعي جان جاك روسو (1712 – 1788) فقد كانت النساء جحيم حياته على امتدادها، ورغم أن هذا الفيلسوف قدم لأوروبا سنة 1761م رواية تحتفي بالحب، وحققت أفضل المبيعات حينها، فإنه كتب في “الاعترافات” بأنه لم يعرف حبا حقيقيا.

روسو الذي يرى أن الحب قوة معدية قدم فرضية دعمها شوبنهاور لاحقا، وهي أن “الحب شعور اصطناعي، ولده استخدام المجتمع له واحتفت به النساء بالكثير من الإقبال والعناية كي يؤسسن لمملكتهن وليجعلن من أنفسهن الجنس المسيطر الذي تجب له الطاعة”.

الإعلانات

ومع ذلك لم يطلب أن نتخلى عن أوهام الحب، لأنه -بالنسبة له- يحوي حقيقة واحدة تتمثل في ما يولده فينا من شعور بالجمال الحقيقي الذي يجعلنا نحب، فحتى أكثر النّساك وَرعًا ليسوا في مأمن أن يصيروا أطفالا صغارا أمام امرأة جميلة.

شر لا بد منه؟

أما الفيلسوف الألماني إيمانيول كانط (1724 – 1804) فقد كان من عجائب التاريخ، ولم تعش معه امرأة في المنزل ولا عشيقة، ما من أطفال شرعيين أو غير شرعيين، ولم يُقم علاقة من أي نوع، حياة كاملة خالية من النساء مكرسة للتأمل والتدريس، كما قال.

الإعلانات

لكن لماذا لم نر كانط متزوجا؟ هذا السؤال كان يزعج كانط، فهو الذي لم يخفِ يوما ازدراءه للنساء، ورغم ذلك يخبرنا بوروسكي، الذي أنجز بيبليوغرافيا قصيرة عن صاحب نقد العقل المحض، بأنه مال إلى فتاتين كانتا تناسبانه، غير أنه تأخر في اتخاذ قرار في الأمر إلى أن غادرت إحداهما المدينة وتزوجت الأخرى

إيمانويل كانط
الفيلسوف الألماني إيمانيول كانط (1724 – 1804) (مواقع التواصل)

هناك عبارة قالها ديوتيم في مأدبة أفلاطون، ربما تليق بحياة هذا الفيلسوف: “إما الأبناء أو الإنتاج الأدبي، كل إنسان يختار طريقه للخلود”، ولم يكن كانط ليميل إلا للاختيار الثاني.

الإعلانات

شعور مُدان

بالنسبة لشوبنهاور، السعادة الحقيقية الممكنة تتمثل في ألا يولد الإنسان من الأساس. أما إذا أردنا تلخيص الفكر المتّقد لشوبنهاور حول الحب، فسنجده -حسب الكاتبتين- عبارة عن سلسلة من الشقلبات الساخرة التي يؤديها اثنان من الحمقى بلا طائل، فهو “لم يُخلِص إلّا للعزوبية والجيش الألماني”.

يرى هذا المتشائم أن العشاق ليسوا سوى دمى متحركة، لذلك وجه حديثه ذات سهرة إلى أحد الشباب قائلا بسخرية مريرة: “اجعل الحب رفاهية ووسيلة لتمرير الوقت، وتعامل معه كفنان، من دون أن تُعجب به، إذ إن تناسل النوع صناعة لا تهدف إلّا إلى استمرارية الإنتاج”.

الإعلانات

مر شوبنهاور بعلاقات قصيرة انتهت كلها بسبب الغيرة وعدم الثقة، وحاولت كثيرات التقرب منه، غير أن المفارقة في حياته هي أنه كان يشكو من المستنقعات الكريهة التي تقوده إليها شهوته، رغم أنه ينفي عن إناث البشر أي سحر حقيقي، بحسب قوله.

الإعلانات

وقود الإبداع

“من أي نجم سقط كل منا على الآخر؟” بهذه العبارة الساحرة استهل الفيلسوف الألماني فريدريك نيتشه (1844 – 1900) لقاءه مع الكاتبة (من أصول روسية وألمانية) لوسالومي تحت قبة كاتدرائية سان بيير في روما.

لُوْ، الفتاة التي كانت حينها في الـ18 من عمرها، رفضت فكرة الزواج من فيلسوف المطرقة مؤكدة مقتها العميق لكل التعاقدات المشابهة، قبل أن تتزوج من المستشرق فريدرك كارل أندرياس، لتحطم بذلك قلب نيتشه الذي لم يفلح في الزواج بعدها، وعرف عن نيتشه ولعه بالعزلة والوحدة واعتبر الحب في بعض كتاباته مثالية مخادعة للذات ووصمه بأنه “غريزة حيوانية”.

المصدر : الجزيرة

إعداد .

Mohammed Moawia

الإعلانات
الإعلانات

توفيق الحكيم: معارك فكرية مع المثقفين الكبار

الحكيم وعبد الناصر

أنزله جمال عبد الناصر منزلة الأب الروحي لثورة 23 يوليو، بسبب عودة الروح التي أصدرها الحكيم عام 1933، ومهّد بها لظهور البطل المنتظر الذي سيحيي الأمة من رقادها. منحه جمال عبد الناصر عام 1958 قلادة الجمهورية، وحصل على جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 1960، ووسام العلوم والفنون من الدرجة الأولى في نفس العام.

لم يذكر أن عبد الناصر منع أي عمل لتوفيق الحكيم، حتى عندما أصدر «السلطان الحائر بين السيف والقانون» في عام 1959، و«بنك القلق» عام 1966، حيث انتقد النظام الناصري ودافع عن الديمقراطية.

Version 1.0.0

وصل الأمر أن عبد الناصر كان يستقبل الحكيم في أي وقت وبغير تحديد لموعد، وهو ما أكده الحكيم نفسه في جريدة الأهرام في 15 مارس 1965. بعد وفاة عبد الناصر عام 1970 وأثناء تأبين الزعيم سقط توفيق الحكيم مغمى عليه وهو يحاول تأبينه وبعد أن أفاق قال خطبة طويلة من ضمنها:

الإعلانات

   اعذرني يا جمال. القلم يرتعش في يدي. ليس من عادتي الكتابة والألم يلجم العقل ويذهل الفكر. لن أستطيع الإطالة، لقد دخل الحزن كل بيت تفجعا عليك. لأن كل بيت فيه قطعة منك. لأن كل فرد قد وضع من قلبه لبنة في صرح بنائك   

إلا أن الحكيم في عام 1972 أصدر كتاب عودة الوعي مهاجما فيه جمال عبد الناصر بعنف. ترتبت على عودة الوعي ضجة إعلامية، حيث اختزل الحكيم موقفه من التجربة الناصرية التي بدأت كما ذكر: يوم الأربعاء 23 يوليو 1952 حتى يوم الأحد 23 يوليو 1973، واصفا هذه المرحلة بأنها كانت مرحلة عاش فيها الشعب المصري فاقد الوعي .

الإعلانات

مرحلة لم تسمح بظهور رأي في العلن مخالف لرأي الزعيم المعبود. وأعلن في كتابه أنه أخطأ بمسيرته خلف الثورة بدون وعي قائلا:

   العجيب أن شخصا مثلي محسوب على البلد هو من أهل الفكر قد أدركته الثورة وهو في كهولته يمكن أن ينساق أيضا خلف الحماس العاطفي، ولا يخطر لي أن أفكر في حقيقة هذه الصورة التي كانت تصنع لنا، كانت الثقة فيما يبدو قد شلت التفكير سحرونا ببريق آمال كنا نتطلع إليها من زمن بعيد، وأسكرونا بخمرة مكاسب وأمجاد، فسكرنا حتى غاب عنا الوعي. أن يري ذلك ويسمعه وأن لا يتأثر كثيرا بما رأي وسمع ويظل علي شعوره الطيب نحو عبد الناصر. أهو فقدان الوعي. أهي حالة غريبة من التخدير.   
الإعلانات

في فبراير 1972م كتب بيده بيان المثقفين المؤيدين لحركة الطلاب، ووقّعه معه وقتذاك نجيب محفوظ. ساءت بعدها علاقة الحكيم مع محمد أنور السادات حيث قال السادات وقتذاك «رجل عجوز استبد به الخرف، يكتب بقلم يقطر بالحقد الأسود، إنها محنة أن رجل رفعته مصر لمكانته الأدبية إلى مستوى القمة ينحدر إلى الحضيض في أواخر عمره».

الإعلانات

حاول بعدها محمد حسنين هيكل جمع الحكيم مع السادات ونجح بذلك بعد حريق مبنى الأوبرا.

  • معاركه الأدبية !

اشتهر توفيق الحكيم على مدى تاريخه الطويل بالعديد من المعارك الفكرية التي خاضها أمام ذوي الاتجاهات الفكرية المخالفة له؛ فقد خاض معركة في أربعينيات القرن العشرين مع الشيخ المراغي شيخ الأزهر آنذاك، ومع مصطفى النحاس زعيم الوفد، وفي سبعينيات القرن العشرين خاض معركة مع اليسار المصري بعد صدور كتاب «عودة الوعي»، وكانت آخر معارك الحكيم الفكرية وأخطرها حول الدين عندما نشر توفيق الحكيم على مدى أربعة أسابيع ابتداء من 1 مارس 1983 سلسلة من المقالات بجريدة الأهرام بعنوان «حديث مع وإلى الله».

الإعلانات

آراء معاصريه من الكبار

  • طه حسين أختلف الحكيم مع طه حسين في الأسلوب، إلا أنه أقر له بأنجازاته، حيث قال حسين: «إن الحكيم يفتح باباً جديداً في الأدب العربى هو باب الأدب المسرحى الذي لم يعرفه العرب من قبل في أي عصر من عصورهم. إلا أنه انتقده في مسرح العبث، وذلك في مسرحية الأيدي الناعمة والتي قام بدور البطولة فيها وقتها يوسف وهبي، فقد نقل عن طه حسين قوله:» إن (أخانا) توفيق يحاول أن يكون شخصاً آخر، فرنسياً يعيش في باريس، ولا علاقة له بالقاهرة ومصر واللغة العربية، إن مسرح العبث عند الحكيم ثقيل الدم، ولا يبعث على الضحك، وإذا ضحكنا فعلى المؤلف وليس مع الممثلين!، إن في فرنسا شعراء عبثيبن ولكن دمهم أخف من ظلهم، أما توفيق الحكيم فهو ثقيل الدم والظل معا.
الإعلانات

رد الحكيم على تعليق طه حسين قائلا:

   طبعاً مش عاجبه كل اللي أنا قلته، أنا عارف هوه عاوز واحد يقول 2 + 2 = 4، يقولها بصوت هامس وبصوت عال ويلحنها محمد عبد الوهاب وتغنيها أم كلثوم، ولكن لا يوجد في الدنيا شيء بهذا الوضوح ولا هذا المنطق، بلاش الدنيا، ان الإنسان نفسه عقدة العقد وليس في السلوك الإنساني هذه البديهيات وليس ضرورياً.   
الإعلانات
   إن جمود قريحة الأستاذ توفيق الحكيم أمر لا شك فيه، فإنه لم يبتكر شيءًا بل عاش علي إنتاج الأقدمين والجدد، مثال ذلك أنه انتحل قصة أهل الكهف كما وردت في القرآن وتاريخ جيبون وكتاب Looking Backward، ثم اتخذ اسم شهرزاد وصنع قصته وكتاب البخلاء وغيره وحياة الرسول ووضع كتابًا، وقصة تمثيلية فرنسية اخترع منها المنتحرة، ثم انتحل قصة نهر الجنون ونسبها لنفسه وهي بالإنجليزية في دائرة المعارف لتشامبرز قرأتها بنفسي..   
الإعلانات
  • وزير التعليم القباني انتقده بشدة قائلا لعبد الناصر: «إن الحكيم ليس إدارياً وإنه كسول وكونه أديباً مشهوراً ليس معناه أنه يصلح لإدارة دار الكتب. وطالب عبد الناصر بإقالته، إلا أن عبد الناصر قال:» لا أرضى للثورة أن تضع هذه النقطة في تاريخها فقدم القباني استقالته احتجاجا على تمسك عبد الناصر بالحكيم .

إعداد

Moawia Mohammed

العقّاد فى السِّجن !

(التكوين) الحقيقي《》 العقاد فى السجن

ظل عباس محمود العقاد فترة من الزمن مشغولاَ بنفي الأباطيل عن تاريخ الأمة المصرية ( بدون تقديس أو تعصب أو كما قال ليست الأمة المصرية أمة معصومة من العيوب والمآخذ، وليس من دأب الأمم العريقة أن تحتاج إلى هذا الضرب الرخيص من التقديس – لكنه – فى إطار نفي الأباطيل وصفها بصفتها الجغرافية والتاريخية قائلاً:
” إنها أمة طويلة التاريخ، قديمة العهد بالمدنية فى أرض زراعية” وهذه الجغرافية وهذا التاريخ جعل المصري لينسي كل شىء إلا صلة الرحم وآداب الأسرة.
•••
وعندما دخل عباس محمود العقاد السجن مُتهما بالعيب فى الذات الملكية قرر أن يفتش عن (خُلق) (وطبع) المصري الأصيل وهو فى السجن..ويدرسه وهو وراء الجدران بين اللصوص والمجرمين ومدمنى الخمر والسموم ففى هذا المكان – يقصد السجن – تظهر الشخصية على حقيقتها أكثر من أي مكان آخر.
وذات نهار شتوى بارد – فى فترة التريض – خرج العقاد من محبسه يمشي جيئة وذهاباً فى الساحة الفسيحة إلى أن لمح من بعيد طفلاَ صغيراً فى السجن – كان اسم السجن وقتها سجن مصر العمومي ويقع فى وسط القاهرة ) لمح الطفل يقف هزيلاَ أعياه الحبس فيما يبدو ولا يستطيع الوقوف إلا ساندا ظهره إلى الحائط المجاور له!
كان الطفل محبوساً مع أقران فى مثل عمره ينتظرون الترحيل إلى سجن الأحداث فى مدينة الجيزة.
•••
الآن العقاد يتابعه من بعيد وينظر إليه فى حزن ويتابع نظرات عينيه المتوترة الخائفة. بعد لحظات مر أمام الطفل سجين من العائدين من التحقيقات والمرافعات فى المحكمة بتهمة جريمة السرقة.. مر السجين وفى يده القيد ويد العسكري من الناحية الأخرى تمسكه من( قفاه) فى طريقه إلى غرفة حبسه.. فى هذه اللحظة رفع له الطفل رأسه – وهو يمر أمامه – وناداه فى لهجة المسكنة الطبيعية التى يشعر بها الصغير فى غيبة أهله قائلاَ:”جعان”!
ثم كرر قوله: جعان والله !
تسمر اللص مكانه فارضا ذلك على سجانه ونظر له قائلاَ:” وماذا أصنع لك يا بني؟ ( أنا مسجون زي زيك ) ثم انصرف آسفاَ مسرعاَ.
•••
العقاد مازال على مقربة منهما يتابع الموقف بحذر شديد واهتمام كبير وما هى إلا دقائق حتي لمح من بعيد ذلك السجين – الذى دخل السجن لأنه لصا – يعود للطفل مسرعاَ وفى يده رغيف قدمه له وهو يقول:
” جئت لك يا بني برغيف من الخبز( فقسمه إلى نصفين وأعطي للطفل نصفه واستبقي النصف الآخر لنفسه” فأخذ الطفل النصف فألتهمه بسعادة ظاهرة على ملامحه!
•••
وقبل أن يغادر اللص السجين ساحة السجن عائدا إلى غرفة زنزانته اقترب منه العقاد وسأله:
يا هذا من أين جئت بهذا الرغيف؟
قال:” سرقته من فرن السجن !
رد العقاد:” لكنهم لو ضبطوك وأنت تسرقه لكان مصيرك الجلد؟
رد :” الواد الصغير ده لما قال لى جعان قطع قلبي…وكان لازم اجيب له الخبز حتى لو جلدوني مية جلده) ثم أردف قائلاً وهو يطلق قدميه للريح:” الرحمة حلوة يا أفندى”!!
قال ذلك ثم عاد مسرعاَ إلى زنزانته..
•••
“إن المصري لينسي كل شىء إلا وشائج الرحم وآداب الأسرة “حتى ولو كان لصاَ..!!
لماذا؟ لأنه ابن”أمة طويلة التاريخ”.. وهذا هو ( التكوين ) الحقيقي.. كما وصفه لنا عباس العقاد!

خيري حسن

كاتب صحفي مصري

•• الأحداث حقيقية والسيناريو من خيال الكاتب.

•• المقال:” يعتني بالسرد لا بالتحليل وبالتوصيف لا بالتقييم”

•• المصدر:
كتاب:
” سعد زغلول – سيرة وتحية ” – تأليف عباس محمود العقاد

الصورة – عباس العقاد

كيف تعرف أن أمامك امرأة🤷🏻معتلة نفسياً ؟

وجدت دراسة جديدة طريقة بسيطة تعتمد على حركة الرأس أثناء المحادثة لتحديد ما إذا كانت المرأة التي أمامك تمتلك مستويات عالية من الاعتلال النفسي.

وقامت دراسة أجراها باحثون في جامعة نيو مكسيكو ونشرتها مجلة مجلة Journal of Personality and Individual Differences، بتحليل خوارزميات “تتبع الرأس” وتسجيلات 213 امرأة أمريكية سجينة أجرت الشرطة مقابلات معهن، وذلك كما ذكرت صحيفة “روسيا اليوم”

وكان الهدف من هذه الدراسة في البداية هو تقييم السلوك غير اللفظي وعلاقته بالاعتلال النفسي.

ووجد الباحثون أن النساء اللائي حصلن على درجات أعلى في تقييم الاعتلال النفسي يحتفظن برؤوسهن ثابتة تماما أو مع “الحد الأدنى من الحركة” أثناء المقابلات.

ولتشخيص أي مشاركة على أنها مختلة عقليا، استخدم الباحثون تقييما يسمى “قائمة تدقيق هير للاعتلال النفسي”، أو اختصارا PCL-R، وهي قائمة مرجعية مكونة من 20 عنصرا من السمات الشخصية والتصرفات المسجلة. وجميع السمات والتصرفات المسجلة يمكنها تقييم الشخص عبر مقياس يتراوح من 1 إلى 40 نقطة.

وأي شخص يحصل على 30 نقطة أو أكثر يتم تصنيفه على أنه مريض نفسي.

ووجد الباحثون أنه كلما انخفض مستوى حركة الرأس، ارتفعت درجات النزيلات في تقييم الاعتلال النفسي.

وتدعي الدراسة أنها الأولى التي تربط بين النساء ذوات الميول السيكوباتية (الاعتلال النفسي) والتواصل غير اللفظي.

وكتب الباحثون: “تمثل السلوكيات غير اللفظية (أي ديناميكيات الرأس) شكلا مهما من أشكال التواصل، ولكنه غير مدروس جيدا، وقد يعزز قدرتنا على اكتشاف أشكال معينة من الأمراض النفسية، بما في ذلك الاعتلال النفسي. ونعتقد أن نتائجنا تساعد على تحديد نمط فريد من ديناميكيات الرأس المميزة للنساء اللائي يسجلن درجات عالية من الاعتلال النفسي، وعلى وجه التحديد، يظهرن وضعية رأس أكثر ثباتا أثناء إدارة المقابلة السريرية”.

ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن هذه النتيجة قد لا تنطبق على عامة السكان، حيث أن جميع المشاركات كن سجينات، وأن سلوكهن قد يكون نتيجة لوجودهن في السجن.

ما هو علم الجمال ؟ 🌹🌼💐وتعريف فلسفة الجمال ؟

الجمال بحسب تعريف المنفلوطي هو التناسب بين أجزاء الهيئات المركبة، سواءٌ أكان ذلك في الماديات أم في المعقولات، وفي الحقائق أم الخيالات.
ما كان الوجه الجميل جميلًا إلا للتناسب بين أجزائه، وما كان الصوت الجميل جميلًا إلا للتناسب بين نغماته، ولولا التناسب بين حبات العقد ما افتنت به الحسناء، ولولا التناسق في أزهار الرَّوْضِ ما هامت به الشعراء.
ليس للتناسب قاعدةٌ مطردةٌ يستطيع الكاتب أن يبينها، فالتناسب في المرئيات غيرُه في المسموعات، وفي الرسوم غيرُه في الخطوط، وفي الشئون العلمية غيرُه في القصائد الشعرية، على أنه لا حاجة إلى بيانه ما دامت الأذواق السليمة تدرك بفطرتها ما يلائمها، فترتاح إليه، وما لا يلائمها فتفرُّ منه . وهنا جمعت بعض التعريفات الفلسفية المُّهمة لتعريف علم الجمال والتذوق .

الإعلانات

ألكسندر جوتليب بومجارتن


علم الجمال هو علم تجارب الشعور أو علم تجارب الإحساس، وهي الشقيقة الصغرى للمنطق، والجمال هي أكثر المعارف

آرثر شوبنهاور


علم الجمال هو تأمل الجمال وهو أكثر الفكر النقي تحررا من إملاءات الإرادة;هنا نتأمل الكمال من حيث الشكل من دون أي نوع من أنواع الأجندة، وأي تدخل للمنفعة أو لأهداف سياسية سيفسد الهدف والمعنى الحقيقي من الجمال. وهو بالتالي هي وسيلة لمحاربة ومقاومة المعاناة،

وهو من الناحية الفلسفية يعتبر علم إنساني يسعى إلى اكتشاف مواضع الجمال الحسي والمعنوي في مختلف الفنون والثقافات . وقد ارتبط هذا العلم ارتباطا وثيقا بالفلسفة نظرًا لكونه فرعًا منبثقا من شجرتها الضخمة .

وقد ظهر الاهتمام بذلك المبحث منذ القدم بيد أنه لم ينظر إليه بشكل مستقل إلا في القرون الأخيرة . وقد جاء الاهتمام بالجماليات بشكل عام بعد عصور طويلة من التأملات الفلسفية ورغبة قوية في الوصول إلى أسرار الجمال وماهيته ومعاييره .

وقد اهتم الفلاسفة والمناطقة بتطوير هذا العلم وفروعه من أجل الاستفادة منه في معظم المعارف والتطبيقات النقدية . واليوم صار هذا العلم علمًا مستقلاً يستهدفه كل من يدرس الفنون والنقد من أجل استجلاء مواطن الجمال ووضع المنتج الفني تحت المجهر وتحليله .

إعداد

Moawia,Mohammed

الإعلانات

معركة الأديبين: عباس محمود العقاد وعلي الرافعي

العقاد:

من أشهر معاركه الأدبية وصراعاته الفكرية التي حميَ فيها الوطيس واشتدّ الأُوار، ما كان بينه وبين الأديب الكبير  عباس محمود العقاد 

بدأت حينما اتهم “العقادُ” “الرافعي بأنه واضع رسالة الزعيم “سعد زغلول” في تقريظ كتاب الرافعي (إعجاز القرآن) بقوله إن قول “سعد زغلول” عن الكتاب إنه (تنزيل من التنزيل أو قبس من نور الذكر الحكيم) ليروج الكتاب بين القراء.. هذه العبارة من اختراع الرافعي وليست من يراع الزعيم “سعد زغلول”!

الإعلانات

ويدافع الرافعي عن هذا الاتهام بقوله للمرحوم محمد سعيد العريان: “وهل تظن أن قوة في الأرض تستطيع أن تسخر مِن سعدًا لقبول ما قال، لولا أن هذا اعتقاده”.

وأرجع “الرافعي” السبب في اتهام “العقاد” له إلى أن العقاد كان هو كاتب الوفد الأول، وأن سعدًا كان قد أطلق عليه لقب (جبار القلم)، ولا يقبل “العقاد” منافسًا له في حب “سعد” وإيثاره له.

طبعة من كتاب على السفود

وقد أخذت المعركة طابعها العنيف حينما شن “العقاد” حملة شعواء عليه في كتابه (الديوان) سنة 1921م، وتناول العقاد فيه أدب “الرافعي” بحملة شعواء جرده فيها من كل ميزة.. وشمر “الرافعي” عن ساعده على إثرها وتناول العقاد بسلسلة من المقالات تحت عنوان (على السفود) بأسلوب حاد كان أقرب إلى الهجاء منه إلى النقد الموضوعي الجاد.. والسفود في اللغة هو الحديدة التي يُشوى بها اللحم، ويسميها العامة السيخ كما يقول “الرافعي” في شرح العنوان.

الإعلانات

وفي سنة 1920م نشر الرافعي نقداً لنشيد أمير الشعراء أحمد شوقي الذي مطلعه:

بَني مصرٍ مكانكمُ تهيّا **  فهيّا مَهِّدوا للمُلكِ هيّا

فتصدّى له العقاد سنة 1921م بمقالة نشرها في الجزء الثاني من “الديوان في الأدب والنقد” بعنوان: (ما هذا يا أبا عمرو؟!) اتّهمه فيها بسرقة ما كتبه في الجزء الأول من “الديوان” في نقد نشيد شوقي آنف الذكر، وقد اتّسمت مقالة العقاد بالشدة والقسوة، والسخرية اللاذعة، والهجوم العنيف على شخص الرافعي.

ديوان العقاد

وقد عرضَ الأستاذ إسماعيل مظهر على الرافعي أن يكتب في نقد شعراء آخرين، فلاقى ذلك في نفسه هوى، وأسرع إلى ذاكرته لقاؤه بالعقاد في دار المقتطف، ولم يكن ناسياً مقالتيهالسابقتين  فألفاها فرصة سانحة للانتقام من العقاد، وللثأر لكرامته، فافترسه بسبع مقالات طاحنة، نشرها تباعاً في مجلة العصور، مغفلة النسبة، وجعلها كما أسلفنا تحت عنوان: (على السَّفّود) نقد فيها ديوان العقاد، وحشد فيها من مر الهجاء، وقوارص القول، وصنوف الذم والقدح المقزع، ما يمكن أن يستخرج منه معجم لألفاظ الثَّلب والشتم.

الإعلانات

وإليكم عناوين السفافيد السبعة، مع ذكر تواريخ نشرها:

السفود الأول: عباس محمود العقاد، نشر في عدد شهر يوليو 1929م.

السفود الثاني: عضلات من شواميط، نشر في عدد شهر أغسطس 1929م.

السفود الثالث: جبّار الذهن المضحك، نشر في عدد شهر سبتمبر 1929م.

السفود الرابع: مفتاح نفسه وقفلُ نفسه، نشر في عدد شهر أكتوبر 1929م.

السفود الخامس: العقاد اللص، نشر في عدد شهر نوفمبر 1929م.

السفود السابع: ذبابة لكن من طراز زبلن، نشر في عدد شهر يناير 1929م.

وقدّم الرافعي بين يدي كل سفُّود من تلك السفافيد بيتَين من الشعر، ناطقَين بما تضمنته تلك المقالات من نقد فاتك محرق، يقول فيهما:

وللسفُّود نارٌ لو تَلقَّتْ ** بجاحِمِها حديداً ظُنَّ شَحما

ويَشوي الصخرَ يتركُه رَماداً ** فكيفَ وقد رميتُكَ فيه لَحما؟!

الإعلانات

وقد أورد في كتبه نقولا شعرية تدور حول هذا الموضوع أولاها عن قصيدة للشاعر الضرير المرهف أحمد الزين: (شعراء العصر في مصر) فيها بيان منزلة خمسة وعشرين شاعراً من شعراء مصر المحدثين، وفيها يقول في العقاد:

ألا أبلغا العقاد تعقيدَ لفظهِ… ومعناهُ مثلُ النّبتِ ذاوٍ ومثمرُ

يحاولُ شعرَ الغربِ لكنْ يفوتُهُ… ويبغي قريضَ العُربِ لكن يُقصّرُ

ويقول في الرافعي:

تضيعُ معاني الرافعي بلفظهِ… فلا نُبصرُ المعنى وهيهاتَ نبصرُ

معانيهِ كالحسناءِ تأبى تبذّلاً… لذاكَ تراها بالحجابِ تخدّرُ

– وذكر فيها أيضا قصة عبث الدكتور طه حسين بالعقاد حين بايعه بإمارة الشعر، وصدى هذه البيعة، ومن ذلك ما قاله الأستاذ الشاعر محمد حسن النجمي ساخراً متهكماً:

خدعَ الأعمى البصيرْ… إنهُ لهوٌ كبيرْ

أضحكَ الأطفالَ منهُ… إذ دعاهُ بالأمير

أصبحَ الشعرُ شَعيراً… فاطرحوهُ للحمير

الإعلانات

وبعد أن هدات الخصومة بينهما بسنوات نشر المرحوم “الزيات” صاحب “الرسالة” رأي “الرافعي” الحقيقي في العقاد الذي يشتمل على استنكار الرافعي نفسه للأسلوب الناري الذي أتبعه وفاءً إلى التسامح بعد بضعة عشر عامًا من خمود المعركة على حد تعبير الأستاذ كمال النجمي.

فقد قال “الزيات” للرافعي وهو يحاوره: ياصاحب (تاريخ آداب العرب) .. هل تستطيع أن تجرد نفسك من ملابسات الخصومة وتجمل لنا رأيك الخالص في العقاد”؟

فأجاب الرافعي: “أقول الحق، أمَّا العقاد أحترمه وأكرهه لأنه شديد الاعتداد بنفسه قليل الإنصاف لغيره، ولعله أعلم الناس بمكاني في الأدب.. وأحترمه لأنه أديب قد استمسك آداة الأدب وباحث قد استكمل عدة البحث فصَّير عمره على القراءة والكتابة فلا ينفك كتاب وقلم”.

الإعلانات

حينما اطلع “العقاد” في الرسالة على ما تقدم من رأي “الرافعي”، وفي أدبه رد على ذلك بعد رحيل “الرافعي” عن عالمنا بثلاث سنوات بقوله: “إني كتبت عن “الرافعي” مرات أن له أسلوبًا جزلاً، وأن له من بلاغة الإنشاء ما يسلكه في الطبقة الأولى من كتاب العربية المنشئين”.

أما المعركة الثالثة في الأهمية فهي تلك التي قال فيها بعضهم: إن كلام العرب في باب (الحكم) أن عبارة “القتل أنفي للقتل” أبلغ من الآية القرآنية: ***64831;وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الألْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ***64830; البقرة: 179)؛ إذ لم ينم “الرافعي” ليلته، بعد أن لفت الأستاذ الكبير محمود محمد شاكر برسالة بتوقيع م.م.ش نظره إلى هذا الأمر بقوله: “ففي عنقك أمانة المسلمين جميعًا، لتكتبن في الرد على هذه الكلمة الكافرة لإظهار وجه الإعجاز في الآية الكريمة، وأين يكون موقع الكلمة الجاهلية منها”؟

الإعلانات

واستطاع الرافعي ببلاغته أن يقوض هذا الزعم من أساسه بمقالاته: (كلمة مؤمنة في رد كلمة كافرة)، التي عدَّد فيها وجوه الإعجاز في الآية الكريمة: ***64831;وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الألْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ***64830; (البقرة: 179).[3]

سنحاول في المرة القادمة أن نجمع بعضاً من مقالات السفود . في مقال إيجازي لأهم الخلافات الأدبية لكاتبنا مع كتّابٍ اآخرين .

إعداد

Moawia Mohammed