أرشيف التصنيف: تاريخيات🪶

كيف أطالت زراعة( الفول السوداني) امد العبودية في غرب أفريقيا

تاريخ هذا البَقل في غرب إفريقيا مشتبك مع تاريخ استرقاق البشر. إيمي ماكسمِن «مستعبَدون من أجل الفول السوداني: قصة الغزو والتحرير والمحصول الذي غيَّر وجه التاريخ» Slaves for Peanuts: A Story of Conquest, Liberation, and a Crop That Changed History المؤلفة: جوري لويس دار النشر: ذا نيو برِس (2022) نشأ الفول السوداني الذي نلتهمه اليوم، وهو […]

كيف أطالت زراعة( الفول السوداني) امد العبودية في غرب أفريقيا

سقوط الدولة الأموية.. حكاية بني أمية أولى الأسر الحاكمة في الإسلام

كتب🪶

محمد عبد الرحمن

مرّ قبل يومان الذكرى الـ 1275، على سقوط ثانى دول الخلافة الإسلامية فى التاريخ الإسلامى “الدولة الأموية“، وهى واحدة من أكبر الدُول الحاكِمة فى التاريخ، كان بنو أمية أولى الأسر المسلمة الحاكمة، إذ حكموا من سنة 41 هـ (662 م) إلى 132 هـ (750 م)، وكانت عاصمة الدولة فى مدينة دمشق.

بنو أمية هم أحد القبائل القرشية التي يرجع نسبها إلى عبد شمس عبد مناف، ومن الجدير بالذكر أنّ عبد شمس بن مناف ولد أمية الأكبر، وعبد العزّى، وحبيب، وسفيان، وربيعة، وولد ثلاثة أولاد أطلق عليه اسم العبلات؛ والسبب في التسمية يرجع إلى اسم أمّهم عبلة، وهم: أميّة الأصغر، وعبد أميّة، ونوفل.

الإعلانات

ويوضح كتاب ” فيض الخاطر (الجزء الثامن)” للمفكر الراحل أحمد أمين، أنه من قديم في العصر الجاهلي كان يتنازع الشرفَ فرعان من قريش من ولد عبد مناف، لا يدانيهما في ذلك بيت؛ وهما بيت هاشم وبيت أمية، وكان بنو أمية أكثر عددًا وأوفر رجالًا، وكثيرًا ما تنافر هاشم وابن أخيه أمية إلى حكم يحكم بينهما أيهما أشرف، على عادة العرب في الجاهلية، وكان هشام له الرِّفادة والسِّقاية في البيت الحرام، وكان رجلًا موسرًا، وكان كريمًا، وكان يوسع على العرب عند حجتهم، ويطلب من ذوي المقدرة أن يتبرعوا بما في استطاعتهم، ويخرج هو عن كثير من ماله، فينظِّم إطعام الطعام والترويةَ بالماء، ويعد الحجيج ضيف الله وضيفه؛ فمن أجل هذا كان يحكم له بالشرف، كما كان من الأمويين من نال السيادة وسوَّدته قريش كلها، كحرب بن أمية؛ فقد كان رئيس قريش في حرب الفجار، ورووا أن قريشًا تواقعوا ذات يوم؛ وحرب هذا مسند ظهره إلى الكعبة، فتبادر إليه غلمة منهم ينادون: يا عم، أدرك قومك، فقام يجر إزاره حتى أشرف عليهم من بعض الرُّبا، ولوح بطرَف ثوبه إليهم أن تعالوا، فبادرت الطائفتان إليه بعد أن كان حمي وطيسهم.


فلما جاء الإسلام زاد البيت الهاشمي شرفًا بمحمد رسول الله الهاشمي، ولكن الإسلام لم يعبأ بالعصبية القبلية الجاهلية، وجاء يزن الناس بميزان آخر غير الدم والجنس والقبيلة، ولما فتح النبي ﷺ مكة قال له العباس: إن أبا سفيان رجل يحب الفخر فاجعل له ذكرًا، فقال: من دخل دار أبي سفيان فهو آمن. وأراد مشركو مكة وعلى رأسهم أبو سفيان بعد الإسلام أن يعوِّضوا ما فاتهم، ويكفِّروا عن سيئاتهم؛ فأبلوا في حروب الردة وفي الفتوح الإسلامية بلاءً حسنًا.

وبعد مقتل الخليفة عثمان بن عفان، ومجئ الإمام على بن أبي طالب خليفة للمسلمين، اتحد الحزب الأموي بقيادة معاوية بن سفيان، وظهرت الأحزاب الإسلامية المتحاربة، بعض هذه الأحزاب انقضى سريعًا واختفى من ميدان القتال؛ كحزب طلحة والزبير، ولكن القتال العنيف كان بين علي الهاشمي، ومعاوية الأموي، وأخيرًا وأخيرًا جدًّا صفا الجو لمعاوية وأسس الدولة الأموية.

بانتقال الخلافة إلى معاوية أخذت شكلًا جديدًا لا عهد به للمسلمين من قبل؛ أهمها: حصر الملك في أسرة واحدة، وهي أسرة الأمويين، وقد كانت قبلُ تعتمد على اختيار الخليفة، أو اختيار أولي الحل والعقد، بل جعلها معاوية كذلك وراثية . ( كتب المؤلف مقالا آخر مواصلاً سرده لقصة سقوط الدولة الأ موية )

الإعلانات

نواصل من مقال للكاتبة :هداية الملاح من موقع موضوع

الثورة العباسية

تآلف أعداء الدولة الأموية ووجد الأمويّون أنفسهم أمام العديد من الأعداء، منهم اليمنيّين، ومنهم الأنصار سكان المدينة المنورة، والقبائل العدنانية، والهاشميون من قريش، وكذلك الخوارج، وفي عهد معاوية بن أبي سفيان قام بتوحيد تلك القبائل، وهدأت العصبيات بينهم، إلا أنه بعد وفاته عادت العصبيات وكانت نتائجها شديدة من تآلف وعداء ضد الحكم الأموي.[]

ثورة العباسيين والمعارك التي نجمت عنها انطلقت الثورة العباسية المسلحة ضد نظام الحكم الأموي من خراسان بقيادة أبي مسلم الخرساني، وخاضوا العديد من المعارك ضد الجيوش الأموية حتى تصدوا لها جميعًا، وانتهت تلك المعارك بسقوط الدولة الأموية، وقيام الدولة العباسية.[]

الإعلانات

الآثار المترتبة على انتهاء الحكم الأموي

استمر الأمويون بالحكم، لمدة تصل إلى إحدى وتسعين سنة هجرية بقيادة أربعة عشر خليفة، أولهم معاوية بن أبي سفيان -مؤسس الدولة-، وآخرهم مروان بن محمد، وبعد انتهاء معركة الزاب ومقتل آخر خليفة في العهد الأموي، تولى العباسيون الحكم، ثم سيطروا على كامل الدولة الإسلامية عدا الأندلس. وقاموا بملاحقة بني أمية وقتلهم، وفرّ عدد منهم، وقد حاولت الدولة العباسية السيطرة على الأندلس وانتزاعها من حاكمها عبد الرحمن الداخل، ولكن محاولاتها باءت بالفشل،[]

وقد تركت الدولة الأموية خلفها إرثًا إسلاميًا وحضاريًا، وساهمت في العديد من المجالات من علوم، وثقافة، وغيرها من الأمور .

إعداد

Mohammed. Moawia

الإعلانات

التصنيف: 1 من أصل 5.

غزة في كتُب التاريخ !

غزّة قلعة العزّة والمنعة في تاريخها

(تهجير سكان قطاع غزة)

“غزّة” ابنة تاريخ طويل، شهدت صروف الدهر المتقلبة، واعتبرها نابليون: “بوابة آسيا، ومدخل إفريقيا”؛ احتفظت باسمها ومنزلتها، رغم كل ما مرّ بها من حوادث، وتعاقَب عليها من ملوك وغزاة وطامعين. ووصفها المؤرخ المقدسي عارف العارف في كتابه (تاريخ غزة): “غزّة ليست وليدة عصرٍ من العصور، وإنما هي بنت الأجيال المنصرمة كلها.. لم يبق فاتح ولا غازٍ، إلا ونازلتْه، فإمّا يكون قد صرعها، أو تكون هي قد صرعتْه”.

ذَكر ياقوت الحموي غزّة في كتابه (معجم البلدان): غزّة مدينة في أقصى الشام من ناحية مصر، وغزة كانت امرأة صور الذي بنى صور مدينة الساحل قريبة من البحر، والشام حدها من الفرات إلى العريش المتاخم للديار المصرية.

الإعلانات

غَزّة.. !

المكان والمعنى

في المنطقة الجنوبية من الساحل الفلسطيني على البحر الأبيض المتوسط، وعلى مساحة لا تزيد عن 360 كم2 تتربع مدينة غزّة. وقد بُنيت على تلٍ يرتفع زهاء (45م) فوق سطح البحر، وعلى حافة الأراضي الخصبة، التي تأتي مباشرة بعد برّية سيناء، لتكون المحطة الطبيعية لكل القادمين من مصر، ووجهتهم إلى الشام، ومن الشام إلى مصر.

تبدل اسم “غزّة” بتبدل الممالك والقوى التي استولت عليها، فقد كان الكنعانيون يسمونها “هزاتي”، والعبرانيون “عزة”، والفرس “هازاتو”، وسماها المصريون القدامى “غاداتو”. وفي المعجم اليوناني “أيوني”، وعند الأتراك “غزة”، وعند الإنجليز “غازا”. وسماها العرب المسلمون “غزة” أو “غزة هاشم”. فقد ارتبط اسم “غزّة” عند العرب، باسم هاشم بن عبد مناف الذي مات فيها، وهو عائد بتجارته منها نحو مكة عام 524م، إذ كانت غزة محط رِحاله، ومأوى ضريحه، ولم يغب عن أهل غزة تقدير ذلك الشرف، والرابطة بينهم وبين قريش ومكة، حيث تأوي مدينتهم ضريح الجد الثاني للرسول الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم)، وسموا أكبر مساجدهم باسمه. كما ولد في هذه المدينة أحد أئمة الإسلام وفقهائها الكبار، وهو الإمام محمد بن إدريس الشافعي (رحمه الله).

الإعلانات

وإن المؤرخ المقدسي عارف العارف (ت: 1973م)، يُورد في كتابه احتمالات عدة لمعنى اسم غزّة، فقد يكون من القوة والمنعة والشدة، وقد يكون من الثروة، وفيما يستصوب العارف الرأي الأول، فإن المؤرخ الفلسطيني مصطفى مراد الدباغ في حاشية موسوعته عن الديار الغزّية، يُرجح المعنى بين المخزن والكنز، وما يمكن ادخاره، وهذا رأي أخذ به المؤرخ اللبناني أنيس فريحة في كتابه “أسماء المدن والقرى اللبنانية وتفسير معانيها”.

من الكتابات الحديثة التي دوّنت التاريخ الغزّي، كتاب عارف العارف “تاريخ غزة”، وهو الذي شغل منصب قائم مقام غزّة في الفترة بين 1940 – 1944م، وكتابه في 356 صفحة، تناول فيه تاريخ غزة متسلسلًا زمانيًا

غزّة في المصادر والوثائق التاريخية

سعى المؤرخون والرحالة والرواة إلى تدوين تاريخ غزّة، واعتمد المؤرخون المعاصرون في تأريخ غزّة، على معجم البلدان لياقوت الحموي، وفتوح الشام للواقدي، وفتوح البلدان للبلاذري، والسلوك لمعرفة الملوك للمقريزي، وخطط الشام لمحمد كرد علي، والمحفوظات الملكية المصرية، وتاريخ مدينة غزة لإم. أي. ماير، وكتاب غزّة للفرنسي شارلز كليرمونت جانيي، ومؤلفات عديدة ذات صلة بتاريخ غزّة، باللغات العربية والانجليزية والفرنسية والتركية.

ومن الكتابات الحديثة التي دوّنت التاريخ الغزّي، كتاب عارف العارف “تاريخ غزة”، وهو الذي شغل منصب قائم مقام غزّة في الفترة بين 1940 – 1944م، وكتابه في 356 صفحة، تناول فيه تاريخ غزة متسلسلًا زمانيًا، فبدأ بالحديث عن موقعها، وأهميتها التاريخية، وأسمائها التاريخية المختلفة، ومعنى كل اسم منها، ثم انتقل للحديث عن بناة غزة الأولين والشعوب التي سكنتها منذ القدم والعصور التاريخية التي مرت عليها والدول التي حكمتها حتى الفتح الإسلامي. وتحدث بإسهاب عن فترة الحكم العثماني حتى الانتداب البريطاني.

الإعلانات

وهناك كتاب “تحفة الأعزّة في تاريخ غزّة”، للشيخ عثمان الطباع (ت: 1950)، وهو أحد أبرز المؤرخين الفلسطينيين الذين كتبوا عن غزة، وتاريخها الاجتماعي والثقافي في النصف الأول من القرن العشرين. وكتاب “غزة وقطاعها” لسليم المبيض عام 1987م، وتناول في كتابه الجغرافيا وحضارة سكان غزّة من العصر الحجري الحديث حتى الحرب العالمية الأولى في 500 صفحة.

كان لغزّة منذ عقود قبل الدعوة الإسلامية، تاريخ وطيد وآصرة رحم مع العرب، حيث كانت قوافلهم تجوب غزة والمناطق حولها، ثم كانت بعد ذلك أول مدينة فلسطينية تفتحها الجيوش الإسلامية عام 13ه/ 635م

غزّة.. رحلة طويلة تحت ظِلال الممالك والغُزاة

وقوع غزة، على ثلاث واجهات، هي مصر، والجزيرة العربية، والبحر المتوسط، جعلها محط أنظار ملوك وجيوش العالم القديم، فوقعت غزّة تحت سيطرة قدماء المصريين لأكثر من 350 عاماً، قبل أن ينتزعها الفلسطينيون القدماء، ويحولوها بسرعة إلى إحدى أهم المدن العالمية المؤثرة في القرن الثاني عشر قبل الميلاد. ومن ثم انطوت غزة تحت حكم الأنبياء الملوك من بني إسرائيل داود وسليمان (عليهما السلام)، ثم بسطت الإمبراطورية الآشورية سيطرتها عليها في حوالي عام 730 ق. م، واستمر ذلك لعدة قرون، ثم تحولت إلى سيطرة الحكم الفارسي، قبل أن يضع الرومان أيديهم عليها.

وكان لغزّة منذ عقود قبل الدعوة الإسلامية، تاريخ وطيد وآصرة رحم مع العرب، حيث كانت قوافلهم تجوب غزة والمناطق حولها، ثم كانت بعد ذلك أول مدينة فلسطينية تفتحها الجيوش الإسلامية عام 13ه/ 635 م، وقد تعاقب عليها سلطان مختلف دول الخلافة الإسلامية، وقد كتب لها الاستقرار بُعيد الفتح الإسلامي فترة طويلة، قبل أن يحتلها الصليبيون عام 1099م، حيث حكموها بالحديد والنار والعسف نحو ثمانية عقود، قبل أن يستعيدها الفتح الإسلامي مرة أخرى بقيادة الناصر صلاح الدين الأيوبي عام 1187 م، ليحولها إلى مركز إداري إستراتيجي بين مصر والشام.

الإعلانات

وطوال الفترة ما بين حكم الأيوبيين والمماليك، ومن ثم العثمانيين، كانت غزة شرياناً حيوياً للتجارة، وسورَ حماية لما يليها من البرّ الفلسطيني. وتواصلت سيطرة الباب العالي عليها، ودخلتها لأكثر من مرة وحدات مختلفة من الجيوش العثمانية.

وخلال الحرب العالمية الأولى، استولت القوات الإنجليزية على غزّة في 7 نوفمبر 1917م حتى شهر مايو 1948م، ويصف المؤرخ مصطفى الدباغ تلك المرحلة من تاريخ غزّة، بقوله: “اشتركت جميع مدن وقرى وبدو لواء غزّة في الجهاد ضد البريطانيين واليهود؛ ففي ثورة 1929م، غادر اليهود الذين كانوا يقيمون في غزّة بحراسة الجند، ولم يعد منهم أحد بعد ذلك التاريخ”. وفي عام 1936l، شارك سكان قطاع غزة في الثورة الفلسطينية، والإضراب الكبير الذي استمر 173 يوماً. وقُبيل انسحاب البريطانيين عام 1948l، وقعت معارك عدة بين أهالي غزّة، والقوافل الإسرائيلية التي كانت تزويد المستوطنات المنتشرة في جنوبي البلاد بالمؤن والعتاد.

اتسعت حركة الفدائيين الفلسطينية، والهجمات المباغتة لأهل غزّة، وخاصة في فترة الخمسينات من القرن العشرين، فكان نشاطاً فدائياً ملحوظاً، فخلال أعوام 1955 – 1956م، شنَّ أهل غزّة أكثر من 300 هجوم فدائي على مواقع ومستوطنات إسرائيلية عدة.

غزّة.. صخرة صلبة أمام المحتل الإسرائيلي

عاشت غزّة في ظل الاحتلال الإسرائيلي أحلك أيامها وأكثرها دموية ومعاناة، وفي سرده للمواجهات التي لم تنقطع بين أهالي غزّة والفلسطينيين النازحين قسراً فيها وقوات الاحتلال الإسرائيلي، يقول الكاتب هارون رشيد: “كانت غزّة، ومنذ اللحظات الأولى للنزوح الفلسطيني، بؤرة للتأجج الوطني، فهؤلاء النازحون الذين وفدوا إليها، حملوا في عيونهم وقلوبهم، صور مدنهم وقراهم ومزارعهم ومدارسهم، ظلت تُحفزهم على التسلل إليها، والعودة إلى مرابعها”.

الإعلانات

واتسعت حركة الفدائيين الفلسطينية، والهجمات المباغتة لأهل غزّة، وخاصة في فترة الخمسينات من القرن العشرين، فكان نشاطاً فدائياً ملحوظاً، فخلال أعوام 1955 – 1956م، شنَّ أهل غزّة أكثر من 300 هجوم فدائي على مواقع ومستوطنات إسرائيلية عدة.

وبعد احتلال إسرائيل لغزّة عقب حرب الخامس حزيران/ يونيو 1967، عَرفت غزة نمطاً جديداً من العمل الفدائي، ففي السنوات الثلاث التي أعقبت الاحتلال، كان الفدائيون يسيطرون على غزّة في الليل، والإسرائيليون يستعيدونها في النهار، وهو أمر حققت به صحيفة “صاندي تايمز” البريطانية في أحد أعدادها الصادر عام 1969م، وكان تحقيقاً بعنوان “غزة في الليل للفدائيين”. وبالاستناد إلى دراسة بعنوان “المقاومة المسلحة في قطاع غزة (1967 – 1974)” لزكريا العثامنة، رأى أن المقاومة المسلحة في قطاع غزة نمت باضطراد، وخلال تلك الفترة، بلغ مجموع ما وقع في فلسطين نحو 971 اشتباكاً مع الاحتلال، كان نصيب غزّة وحده 730 اشتباكاً.

ومن مخيم جباليا الغزّاوي انطلقت انتفاضة الحجارة عام 1987م، وفي تلك الفترة، تأسست حركة حماس ليبدأ منعطف جديد في قضية فلسطين، وبشكل خاص في تاريخ غزّة الذي طبعته الحركة بصبغتها الفكرية، وجعلته مع الزمن منطلق نضالها ضد المحتل الإسرائيلي. وفي عام 2000م، كان لانتفاضة الأقصى دورٌ في تطور أساليب المواجهة بين المقاومة والمحتل الإسرائيلي في غزة، والتي أدت إلى انسحاب إسرائيل من غزّة عام 2005م. وبعدها، شنت إسرائيل أربع حروب على غزّة بعد الانسحاب منها؛ الأولى في ديسمبر 2008، وأسمتها “الرصاص المصبوب”، والثانية في نوفمبر 2012، وأسمتها “عمود السحاب”، وفي يوليو 2014، كانت حرب “الجرف الصامد” على غزّة. وهجمات مدفعية وصاروخية إسرائيلية في عام 2019 أدت لمقتل عشرات المدنيين.

الإعلانات

وفي ساعات فجر يوم السبت في 7 أكتوبر عام 2023، كانت عملية “طوفان الأقصى” التي نفّذتها المقاومة الغزّاوية ضد المحتلين، وشملت هجوماً شاملاً للمقاومة على مستوطنات غلاف غزّة، بأكثر من 5000 صاروخ وقذيفة، وأعقبتها هجوم شامل على المستوطنات براً وبحراً وجواً. واعتبر أكبر هجوم على إسرائيل في تاريخها، وبلغت خسائر إسرائيل البشرية ما يزيد عن 2000 مستوطن وجندي، وأكثر من 2500 جريحاً، ونحو 240 أسيراً إسرائيلياً في غزّة، وخسائر مادية بمليارات الدولارات نتيجة ضرب البنى التحتية للمستوطنات، وهروب المستوطنين، وشلل الاقتصاد الإسرائيلي. ولكن الرد الإسرائيلي بما سمته عملية “السيوف الحديدية”، وبغطاء عسكري ومالي وسياسي أمريكي وأوروبي ضخم، ليكون المدنيين الأبرياء في غزّة الضحايا لهذه الحرب. وأدى الانتقام الإسرائيلي لمقتل أكثر من 8000 فلسطيني، وإصابة أكثر من 20 ألفاً من المدنيين، حسب مصادر طبية فلسطينية، وتدمير عدد كبير من المساجد والكنائس والمستشفيات، والمراكز الإغاثية، والمدارس، والأحياء السكنية، وتجمعات النازحين. وأعلنت إسرائيل عن هدفها بالقضاء على المقاومة الفلسطينية في غزّة، وتهجير أهل غزّة الفلسطينيين إلى صحراء سيناء في مصر.

غزّة؛ المدينة التي تمنى رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إسحاق رابين أن يصحو يوماً، فيجد البحر قد ابتلعها، لكن غزة والبحر رضعا لبان التاريخ والقوة والمنعة قبل وجود إسرائيل بقرون، ويحضرها حديث بنيامين نتنياهو في كتابه “مكان تحت الشمس” عن حوار دار بينه وبين رجل فلسطيني عجوز من مخيم جباليا الغزاوي: نتنياهو: من أين أنت؟ الفلسطيني: من المجدل (مستوطنة أشكلون). نتنياهو: هل ستعود إلى المجدل؟ الفلسطيني: إن شاء الله يَحل السلام، ونعود إلى المجدل. نتنياهو: إن شاء الله يَحل السلام، وأنت تزور المجدل، ونحن نزور جباليا، فردّ الفلسطيني: نحن نعود إلى المجدل، وأنتم تعودون إلى بولندا. انتهى الحوار.

الجزيرة . وكالات

الإعلانات
الإعلانات