كيف دخل الإسلام إلى الهند ؟

انتشر الدين الإسلامي المحمدي في مختلف أصقاع الكرة الأرضية من خلال الجهاد أو ما يسمى بالفتوحات الاسلامية، والتبادل التجاري مع البلدان الأخرى، فعرف غير المسلمين أنّ الإسلام دين عظيم يتضمن شرائع ربانية غاية في العدل والإحسان، وسنتحدث في هذا المقال بشيء من الإيجاز عن دخول الإسلام إلى بلاد الهند ثاني أكبر دولة في العالم بعد الصين من حيث عدد السكان.

كيف دخل الإسلام الهند

الفتح الأول

أورد الحافظ الذهبي في كتابة تاريخ الاسلام أنّه المهلب بن أبي صفرة غزا بلاد الهند عام 44هـ، وقد نال من العدو وهزمه، وكان هذا بمثابة الفتح الإسلامي الأول للهند.

الفتح الثاني

تطرق إلى هذا الحديث المؤرخ ابن كثير في كتابه البداية والنهاية، فأورد أنّ محمد بن القاسم وهو ابن عم الحجاج الثقفي غزا بلاد الهند سنة 93هـ، وكان ملك الهند آنذاك يدعى داهر فقتل الملك وثلة من الذين معه، ثمّ سارت الجيوش الإسلامية إلى مدينة الكبرج ورجعوا بغنائم وأموال لا تحصى، وكان هذا الفتح الثاني للهند.

الفتح الثالث

كان الفتح الثالث على يد بن القاسم أيضاً بعد عامين فقط، حيث داهم مدينة المولينا أو الملتان وأخذ منها أموالاً طائلة.

الفتح الرابع

توالت الفتوحات الإسلامية في بلاد الهند في عهد الخلافة العباسية، وكان ذلك على يد الخليفة المهدي العباسي عبد الملك بن شهاب المسمعي سنة 160هـ، فحاصر مدينة باربد ورماها بالمنجنيق، ولما أراد ومن معه مغادرة الهند تعثرت طريق عودتهم بسبب اعتلاء البحر، ثمّ أصيبوا بداء في الفم فهلك منهم كثيرون، ولما ساروا هاجت عليهم ريح الغرق، ثمّ وصل مَن وصل منهم إلى البصرة محملاً بالسبايا ومن بينهم بنت الملك.

الفتح الخامس

غزا السلطان الملك يمين الدولة أبو القاسم محمود بن سبكتكين التركي بلاد الهند سنة 392هـ، ثمّ اقتتل مع ملكها الهندي آنذاك جيبال، ففتح الله على المسلمين وأيدهم بنصر من عده، وتمكنوا من أسر الملك، وغنموا مغانم كثيرة ثمّ أمر السلطان بإطلاق سراح الملج جيبال استهانة به وإذلالاً له بين شعبه، فلما وصل بلاده ألقى نفسه في النار التي يعبدون فمات حرقاً.

تجدر الاشارة إلى أنّ السلطان محمود تعهد بغزو الهند مرة كل عام ففتح بلاداً كثيرة، وحطم أصناماً عديدة من بينها الصنم سومنات الذي كان بحوزته أمولاً طائلة تقرّب له بها كفرة الهند اعتقاداً منها أن يحيي ويميت، فكان تحطيم سومنات بمثابة نصر عظيم مكن السلطان بن سبكتكين من فتح القلعة في ثلاثة أيام.

تعاقبت على حكم الهند العديد من العائلات المسلمة، ونذكر منها:

الغزنويون: نسبة إلى مدينة غزنة، والتي عمل حاكمها سبكتكين على الجهاد في سبيل الله، ومن ثمّ عمل ابنه محمود على توحيد أجزاء الهند، ونشر الدين الإسلامي فيها.

الغوريون: نسبة إلى شهاب الدين الغوري، والذي تمكّن من السيطرة على الأجزاء التي فتحها الغزنويون، وتمكّن من فتح ( دلهي) واتخذها عاصمة لدولته.

الخلجيين: نسبة إلى جلال الدين الخلجي، والذي حارب التتار، وتمكّن من فتح الدكن في هند، وامتدت فتوحاته إلى أقصى الجنوب، وتعدد الحكام منهم، والذين تنازعوا على الحكم فيما بينهم، لينتقل حكم الهند إلى اللوديون.

اللوديون: نسبة إلى بهلول اللودي، الذي حكم دلهي، واستمر في فتح الولايات الهندية الأخرى.

المغوليون: تمّ الاتفاق بين بعض الأمراء على نزع الحكم من اللوديون، فتمت الاستعانة بمحمد باهر شاه، الذي جهز جيشه وتمكن من إنهاء حكم اللوديون، واتخذ (أجرا) عاصمة جديدة له، وللهند، وفي عهد ابنه همايون تمكّن من ضم العديد من أجزاء الهند إلى الحكم الإسلامي،

وفي حكم محمد أورنكزيب ضعفت الدولة الهندية، حتى انتهى حكم المغول، لتبدأ مرحلة جديدة في الهند، وهي الاستعمار.

نهاية الحكم الإسلامي للهند في منتصف القرن الثامن عشر

قامت القوات الإنجليزية باحتلال الهند بطريقة غير مباشرة، عن طريق شراء أراضيها، والسيطرة على الموارد الطبيعية الموجودة فيها، وتوريدها إلى أوروبا، وتمّت تغطية هذه العمليات باسم (شركة الهند الشرقية)، والتي عملت على غزو الولايات الهندية المسلمة، من خلال تقوية نفوذ الجماعات الدينية، والعرقية المتطرفة التي كانت تكره المسلميّن، وتمّ قتل العديد من المسلميّن الهنود، لينخفض التواجد الإسلامي فيها، وتمّت تقوية حُكام الديانات الأخرى، مثل: المهراتا، والسيخ، والهنادك، لينتهي بذلك الحكم الإسلامي للهند.

إعداد

Moawia,Mohammed


اكتشاف المزيد من freeminds24.com

اشترك للحصول على أحدث التدوينات في بريدك الإلكتروني.

أضف تعليق